كل المواضيع

آخر المواضيع

كل المواضيع
كل المواضيع
جاري التحميل ...
كل المواضيع

psychologie des risques profesionnels



ينظم ماستر التنظيمات الإجتماعية واستراتجيات التغير سلسلة من المحاضرات عن بعد، المحاضرة الأولى مع الأستاذ عادل غزالي: أستاذ بجامعة الحسن الثاني بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية. حول موضوع علم نفس المخاطر المهنية، وذلك يوم الجمعة 29 ماي على الساعة الخامسة مساءا بصفحة الماستر.

تسجيل اللقاء:

تقرير حول محاضرة "علم نفس المخاطر المهنية" للدكتور عادل غزالي:
في إطار سلسلة المحاضرات التي يعزم "ماستر التنظيمات الإجتماعية و استراتيجيات التغير" تنظيمها ، كان اللقاء الأول على الساعة الخامسة مساء يوم 29/05/2020 حول موضوع: (علم نفس المخاطر المهنية psychologie des risques profesionnels ) للدكتور عادل غزالي (أستاذ علم النفس بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية) ، الذي نقدم له أسمى عبارات الشكر والتقدير على قبوله الدعوة وتشريفنا بمحاضرته الشيقة.
تطرق الأستاذ المحاضر بعد كلمات الشكر و الترحيب، للأسباب الكامنة وراء إختيار هذا الموضوع (علم نفس المخاطر المهنية) وأية علاقة تربطه بالماستر، و في البداية قدم الدكتور تحديد لماهية علم النفس لتفادي سوء فهم رائج حسبه، لأن نقاش التحديد هذا لم يتم تجاوزه بعد عندنا، وهذا في مقابل الأشواط التي قطعتها الدول المتقدمة في بلورة علم النفس بحيث أصبح هذا النقاش متجاوزا ، لذا لابد من الوقوف عند هذا التعريف لأنه أساسي و عليه سيتم بناء الموضوع بشكل كامل.. فعلم النفس: هو من العلوم الإنسانية التي ظهرت في القرن 19م و كانت الإرهاصات الأولى مع "مختبر wundt كأول مختبر رسمي للبحوث النفسية في جامعة لايبزيغ عام 1879" وبناء عليه سيعرف هذا الحقل مجموعة من التحولات و التطورات، و موضوع علم النفس هو السلوك الإنساني؛ وبطبيعة الحال لا يجب أن نغفل أن هناك دراسات عن الحيوان و بعض الدراسات الأخرى عن الآلة أو الأنظمة سواء كانت طبيعية/اصطناعية و بالتالي يمكن القول أنه يهتم بالسلوك بشكل عام، ولا شك أنه لتفسير هذا يجب العودة لما يقع من سيرورات ذهنية بالنسبة للدماغ.
و في خضم المقاربة السيكولوجية لهذا الموضوع اعتمد د. غزالي على المقاربة التي يتبناها علم نفس الشغل و التنظيمات : باعتباره من التخصصات التطبيقية في علم النفس، وهو الذي يدرس النشاط المهني للعامل وكل ما يحيط بهذا النشاط، أي الواقع الثقافي، الإجتماعي، والنفسي ... وبمعنى آخر كل ما يؤثر على هذا النشاط المهني كقدرات العامل، مهاراته ، كفاءاته واستعداداته والمنهج الذي اعتمده الدكتور الغزالي في مداخلته هذه هو " تحليل العمل " (L'analyse du travail ). وكإجابة على تساؤل يخص الهدف من الاهتمام بدراسة هذه المخاطر.
عند الحديث عن النشاط المهني نستحضر جانبين : الأول متعلق بالربح، الإنتاجية، والخدمات التي يتم تقديمها ، و الجانب الثاني يرتبط أساسا بالخلل الذي يمكن أن يفرزه هذا النشاط و الذي يمكننا اعتبار تحليله هو الموضوع الأساسي الذي تدرسه سيكولوجية المخاطر، و الداعي لهذا الاهتمام هو التأثير الحاسم لهذه المخاطر على المردودية، على العلاقات، والمؤسسات التنظيمية ، وقد تطرق الأستاذ المحاضر أثناء حديثه لعدة أنواع من المخاطر: فهي ترتبط بما هو مادي ؛ أي ما يتعلق بالربح والإنتاجية ويتجاوز ذلك إلى اعتبارات اجتماعية واقتصادية ونفسية وصحية كذلك ، د.غزالي قدم كمثال على ذلك نموذج شركة فرنسية متوسط راتبها 27 ألف أورو سنويا، وكتقدير لتأثير الحوادث نجد أن التوتر le stress تتراوح تكلفته بين 514 و 660 أورو ويتم تسميته بالتكلفة الخفية، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على أن هنالك تكلفة كبيرة جدا لهذه الحوادث، و مما لا شك فيه حسب الدكتور أن أكثر القطاعات التي تتأثر بهذه الحوادث نجد قطاع الخدمات، وقطاع النقل الذي يخسر ما بين %6,88 حتى 9,83% و الصحة: la santé التي تتأثر هي الأخرى بهذه الحوادث ما بين 7,52 حتى 10,74% ثم قطاع الصناعة ، وبالطبع هناك مجموعة من العوامل التي تتداخل في تفسير هذه الفوارق، إلا أن ما يمكن تأكيده هو التأثيرات العديدة و المتعددة لهذه الحوادث و هنا تكمن أهمية التدخل، و يجب أن ننتبه لمسألة مهمة ، وهي أن العامل ليس وحده هو المعني بالأمر بل حتى المسؤولين، المدراء ، المؤسسات (الأسرة مثلا)،التنظيمات و الدولة ، كلها أطراف معنية وتساهم بشكل أو بآخر في هذه التأثيرات
و يقوم منهج " تحليل العمل "على ثلاث مهام أساسية يجب تحليلها، بحيث يجب الإنطلاق في البداية من 1_المهمة التي على العامل القيام بها : أي ماذا تطلب المنظمة من العامل إنجازه، فأي عمل في أي تنظيم يجد نوع من الوصف الدقيق للمهام التي يجب عليه تنفيذها.
2_في الجانب الثاني هناك المهمة الحقيقية؛ وهناك شرخ وفارق كبير بين ما يطلب من العامل القيام به، وما يقوم به ؛ و هذا ما عبر عنه فريديريك تايلور ، بحيث أن المهمة في الواقع تفسر بنوع الإدراكات حولها، أي أن العامل عندما يطلب منه الاشتغال لثمان ساعات متتالية هو يحول ويعالج هذه المعطيات ويعرضها لمجموع تمثلات ؛ كأن يقول مثلا (هادي غي هضرة كتقال تا واحد مكيخدم هاد المدة كاملة) ومنه نجد أن هذه المهمة لا تتم كما كان مخطط لها، ولتفسير الفرق بين المهمة المطلوبة و المهمة المنجزة لابد وكخطوة ثالثة من دراسة التمثلات و الإدراكات للمهمة والنشاط المهني، فالعامل يبني الواقع الذي يتواجد فيه ويعيد تشكيله أو تشويهه حسب نظرية التشوهات المعرفية، كما أن تفسير الحوادث المهنية لا يتم من خلال دراسة الحادثة في حد ذاتها بل عمل الباحثين في العلوم الإنسانية بصفة عامة أو علم الإجتماع بصفة خاصة تكون من خلال تحليل هذه الإدراكات و التمثلات التي يبنيها الإنسان تجاه الوقائع، فتحليل العمل في علاقته بالمخاطر لا يقف عند أصل ظهور الحادث بل يبرز بعض المشاكل التي تواجه العمال، فمثلا عند الخصاص سيضطر العامل ليشتغل ساعات تفوق قدرة تحمله ومنه سيكون أكثر عرضة لارتكاب بعض الأخطاء التي قد تؤدي لحوادث، إذن علم نفس الشغل و التنظيمات في علاقته بالحوادث يدرس الأسباب أو الكيفية التي تطور بها الحادث ثم الاستعدادات ، كعدم قدرة بعض العمال على الاشتغال ليلا على سبيل المثال، أي أنه يقوم بتشخيص وتقييم وضعيات العمل التي تحتوي على مخاطر، و هناك تدخل آخر يتمثل في نوع من المواكبة للمؤسسات والتنظيمات كإحداث تغييرات في نمط و طريقة و توقيت العمل، وقد يكون لغياب هذه المواكبة نتائج ينجم عنها ارتفاع نسبة هذه الحوادث المهنية، وإلى جانب هذا هنالك مجموعة من المراحل التي يتم التدخل بناء عليها ، وتتمثل في مرحلة أولية تقنية بحيث جرى الاعتقاد بأن سبب نشوء هذه الحوادث يكون جراء عدم وجود نوع من التكييف للعامل مع التكنولوجيا ، ثم في مرحلة ثانية تحدث الباحثون عما يسمى بالخطأ البشري و في المرحلة الثالثة تناولوا التفاعل بين ما هو تقني و ما هو اجتماعي أي (محيط العمل) وهذا يقودنا مباشرة للأعمال التي نشطت في مجال السلامة أو الوقاية من الحوادث بحيث نجد أن هناك ثلاث أشكال من الدراسات وهي على الشكل التالي:
1_ الخصائص المميزة للفرد :دراسات اعتبرت أن السبب في الحادث هو متعلق بالاستعدادات و القدرات الخاصة للعامل (مثلا بعض الآلات تتطلب درجة عالية من الانتباه والتركيز)
2_ عند الحديث عن النظام يمكن القول أن الفرد جزء لا يتجزأ منه، والحادثة تأتي جراء خلل في التنظيم وليس في الفرد في حد ذاته.
3_و في المرحلة الثالثة السيرورات التي تختزل هذا النوع من الإدراكات التي يبنيها الإنسان على المؤسسة، الأدوار والعلاقات..
و قبل تحديد مفهوم المخاطر يجب الإشارة إلى ثنائية المخاطر و الخطر ( le risque et le danger ) بحيث أن الخطر مسبب لحدوث ضرر ما، أما المخاطرة أو المجازفة فهي احتمالية وقوع ضرر نتيجة التعرض للخطر، وما يجب الإشارة إليه هنا أن هذه المخاطر ليست واقع تقنية يمكن التحكم فيها بل هي عبارة عن تشكيل و بناء يتداخل فيه الجانب المعرفي، النفسي ،الثقافي وجوانب أخرى.. وتطرق الأستاذ لمسألة الإدراك والبناء الإجتماعي ، بحيث أن هناك اختلاف واضح في تقدير المخاطر حسب السن، النوع الإجتماعي و الوضعية العائلية.. فمثلا المخاطرة عند المراهق قد تكون شكل من أشكال البحث عن المتعة و الإثارة والتمرد ورفض الأوامر الوالدية بمعنى مغامرة ففي مجال السياقة يستمتع المراهق بخرق القانون في حين أن الأشخاص الأكبر لديهم نوع من التقييم الإيجابي لهذه المخاطر ولديهم وحس عالي بالمسؤولية، وتبرز الدراسة التي قام بها الدكتور المحاضر على السائقين المهنيين أن المتزوجين هم أكثر احتراما لقانون السير ويقومون بسلوكات أكثر وقائية بالمقارنة مع العازبين، وهذا معناه أن المسؤولية الإجتماعية لديها تأثير مباشر على سلوك هؤلاء السائقين المهنيين و بالتالي تأثير على الحوادث ، وفيما يخص الجانب الثقافي فالمخاطر هي بناءات ثقافية أيضا لأن هناك بعض الثقافات التي تدفع العامل لتبني سلوكات غير وقائية ويكفي ملاحظة بعض ردود الأفعال التي دفعت مجموعة من الناس للقيام ببعض السلوكات في الفترة الراهنة (الصلاة في الشارع...) وعدم احترام الإجراءات الوقاية، و في صدد فهم الأحداث في الحياة اليومية ذات الطابع الإجتماعي يجد الفرد نفسه في إطار ثقافته خاضع "للمعتقدات القدرية" أي (ثقافة المكتوب ما منو هروب) و كل هذا يؤثر على المخاطر بطريقة أو بأخرى.. في الجانب النفسي تطرق الأستاذ لمسألة الإدراك معتمدا في ذلك على مجموعة من الدراسات الميدانية، مستعينا بالنظرية المعرفية، إذن لماذا يميل الإنسان دائما لتشويه المعلومة، المعطيات و الواقع؟
إن طبيعة العقل البشري مزود بنظام معين للاشتغال والذي يتسم بمجموعة من الخصائص ، أولها محدودية قنوات معالجة المعلومات لدى الإنسان بحيث لا يمكن الاشتغال بجميع الحواس في نفس الآن، إلى جانب كون ذاكرة العمل هي الأخرى محدودة بعدد المعطيات التي يمكن تخزينها لمواجهة أي واقعة ، فأعمال Miller وضحت أن أقصى وحدة من العناصر تستطيع الذاكرة معالجته هو 9 و أدنى وحدة هي 5، وحتى الوظائف التنفيذية محدودة، إذن جهاز معالجة المعلومات في الدماغ البشري محدود في نشاطه أمام عدد لا نهائي وغير محدود من الوقائع والمشكلات التي يمكن أن يواجهها العامل، والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيفية المواجهة؟ فالخطير في الدماغ البشري أنه يستطيع ملء تلك الفراغات الكبيرة التي لا يجد لها تفسيرا ، فيكفي أخذ خاصية الجشطلت في الإدراك حتى و إن لم يكن الشكل مكتمل يقوم الدماغ بالمهمة ، فهو يميل إلى تشكيل و بناء الواقع خصوصا إذا كان هذا الواقع غير واضح وغير مكتمل، وهذا ما يعرف بالإنحرافات المعرفية التي يتجلى دورها في إعطاء شكل تام و معنى للواقع، في هذا السياق تحدث الأستاذ عن نوعين من الدراسات : الأولى تتعلق بمجال حوادث السير ، و الثانية تتعلق بالمخاطر النفسية الإجتماعية، بالنسبة للأولى فقد قام د غزالي بدراسة على السائقين المهنيين حيث كانت عينة بحثه تحتوي على 200 سائق كلهم ذكور، موزعة حسب السن، و الوضعية الإجتماعية و الأقدمية المهنية.. هذه الدراسة بينت أن إدراك السائقين لحوادث السير يتسم بالتهوين ، أي التقليل من قيمة المخاطر و في المقابل يعتبرون أنفسهم لهم قدرات خارقة جدا في المواجهة ، وهذا ما يقود إلى تشويهات على مستوى الإدراك الذي ينعكس على السلوك الوقائي ويتسبب في الحوادث ، بحيث يكفي أن نعرف أنه في المغرب هناك أكثر من 3000 قتيل وعدد كبير من الضحايا سنويا ، و من المفاهيم التي اشتغل عليها الدكتور (نجد إدراك الحصانة، التفاؤل المقارن و الفعالية الذاتية) .
في ما يخص المخاطر السيكوسوسيولوجية نجد بعض الدراسات حول مخاطر الإجهاد النفسي خاصة في مراكز النداء أو الإتصال، بحيث هذه الدراسات تحاول تفسير مستوى الضغط لدى كل من هاتين الفئتين ففي مراكز النداء نجد دراسة للسوسيولوجية الأمريكية (Arlie Hochshild) التي طورت ما يعرف ب علم اجتماع الانفعالات، وهذه السوسيولوجية تؤكد على أن الوضعية تفرض على العامل السيطرة على انفعالاته مع العلم أنه قد يوجد تناقض بين ما يشعر به وما يبديه للآخرين ، و هذا يؤدي إلى ارتفاع الضغط النفسي، ثم نقطة أخرى تتعلق بمستوى الضغط عند السائقين بحيث أن التدبير يختلف باختلاف مجموعة من العوامل.. فكلما كان التدبير سيئ لمستوى الضغط النفسي كلما تبنى السائق سلوك غير وقائي، فسلامة التنظيم تفرض على الباحثين الاهتمام بهذه المخاطر المهنية.
وعلى سبيل الختم أكد الدكتور عادل الغزالي على أنه يروم من خلال محاضرته هذه إلى إثارة الأسئلة لدى الباحثين خصوصا في ماستر التنظيمات لتكون لما لا انطلاقة للتفكير في مواضيع بحوثهم المستقبلية .
حرر بتطوان يوم السبت الموافق ل 30/05/2020 من طرف كل من :
الطالبة الباحثة: إيمان مشالا
الطالب الباحث: الحسين أسوان

التعليقات



إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم، قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولا بأول، كما يمكنك إرسال رسالة بالضغط على الزر المجاور ** ميكروفون **

إتصل بنا

أقسام الموقع

كل المواضيع

للعثور علينا

للعثور علينا

إحصاءات زوار الموقع

// مدير الموقع: يوسف الضعيف //جميع الحقوق محفوظة

ماستر التنظيمات الاجتماعية واستراتيجيات التغير

2022