تسجيل اللقاء:
666666666666666-
التقرير:
تقرير المحاضرة الثالثة من سلسلة محاضرات عن بعد للاستاذ محمد بلفحايلي:
قام ماستر التنظيمات الاجتماعية واستراتيجيات التغير، بتنظيم محاضرة عن بعد باستخدام تقنية GOOGLE MEET والتي ألقاها الأستاذ محمد بلفحايلي، أستاذ باحث بالمدرسة التقنية للأساتذة ـ المحمدية ـ، تحت عنوان "les études de marché dans la recherche scientifique "
هذا اللقاء العلمي سيرته الطالبة الباحثة أسماء البكري، فبعد تقديمها للأستاذ المحاضر الدكتور محمد بلفحايلي، استهل محاضرته بالحديث عن القاسم المشترك بين العلوم الاجتماعية، والذي يتمثل أساسا في البراديغم وكذلك طريقة وفلسفة البحث رغم اختلاف الأسلاك (إجازة، ماستر، دكتوراه) إذ يكمن الفرق فقط في الغلاف الزمني.
وقبل الدخول في غمار الحيثيات المتعلقة بالمحاضرة قام د. بلفحايلي بتوضيح ما يقصده بدراسات السوق، لاسيما أن هناك من قد يفهمها بالسوق في معناه العامي، إذ انه في هذا الصدد يقصد به الميدان؛ أو بتحديد أدق العينة قيد الدراسة، ومن بين الأسباب التي جعلت الأستاذ المحاضر يركز على هذا النوع من التكوين على حد قوله هو المشكل العويص في منهجية البحث لدى العديد من الطلبة في شتى التخصصات؛ والحديث هنا عن العلوم الحقة والعلوم الاجتماعية على حد سواء، وبالتالي فالرهان الأول من المحاضرة هو تحسيسي بالدرجة الأولى بأهمية دراسة السوق، ولتبيان ذلك استشهد الدكتور بمثال واقعي قائلا : إذا أخدنا على سبيل المثال -لا الحصر- الهدر المدرسي كأحد الظواهر الاجتماعية فإن البحث فيها وتقصي حقيقتها يحتم علينا القيام بدراسة أولية للعينة بغية الوقوف عند الأسباب الرئيسية لها، وبالتالي إمكانية وضع فرضيات أكثر نجاعة وأهداف واضحة للإشكالية المراد البحث فيها، وهنا أشار الأستاذ إلى سبب اختياره " نظرة حول دراسات السوق في الأبحاث العلمية " كعنوان رئيسي للمحاضرة وهو ببساطة صعوبة الإلمام بكل حيثيات الموضوع في ظرف زمني لا يزيد عن الساعتين، وعموما هناك نوعين من دراسات السوق: الكيفية والكمية ، وهذا بطبيعة الحال معروف في جميع التخصصات والحقول المعرفية.
وبعدها انتقل للحديث عن الدراسات العلمية وفي هذا السياق تحدث عن اختصاصات العلوم الاجتماعية والانسانية والتي تتمثل أساسا في ملاحظة الظواهر واستخدام المنهج الاستنتاجي الافتراضي، وعاد بعد ذلك الدكتور ليتحدث بشكل أكثر دقة عن المقاربتين الكيفية والكمية وميز بينهما، فالأولى تركز على ضرورة الفهم وتستخدم فيها المقابلات والمجموعات البؤرية التي تتميز بتمكينها الباحث من رؤية رد فعل المبحوثين، أما المقاربة الثانية فتركز أكثر على الأرقام والنسب والتي تمكننا من تكميم الظاهرة وإعطائها بعدا إحصائيا.
ومن أبرز ما تطرق له الدكتور كذلك ضرورة ملاحظة الظاهرة وتفحصها من جميع الجوانب، فالظاهرة دائما ما تكون لها تجليات على أصعدة متعددة؛ وعلى سبيل المثال، الهدر المدرسي ليس ظاهرة اجتماعية فحسب؛ بل تتجاوز ذلك لتمس الجانب الاقتصادي الذي يكون مسببا لها والجانب النفسي للأفراد الذي قد يتأثر كنتيجة لها، ليختم الدكتور ورقته بأهمية طرح الأسئلة؛ فالدراسة الميدانية تكون أكثر أهمية وعمقا، حيث تتمخض عنها مجموع الأسئلة التي بدورها سرعان ما تتحول إلى إشكاليات وعناوين مواضيع مستقبلية، فالطالب يجب دائما أن يكون له حس نقدي ويطرح الأسئلة باستمرار وتكون آلته المعرفية دائما هي الكوجيطو الديكارتي " أنا أفكر إذن أنا موجود "، لأن هذا التفكير هو من تتولد عنه العديد من الأسئلة والاستشكالات، وبعد هذه النقطة فتح الأستاذ باب المناقشة ليتفاعل الطلبة مع مداخلته، وتكفلت مسيرة الجلسة بتنظيم هذه الفقرة التفاعلية وقسمتها إلى شطرين نظرا لرغبة أغلب الطلبة في الإدلاء بدلوهم، لاسيما أن المحاضرة كانت شيقة وترتبط بشكل وطيد بآفاقهم ومشاريعهم البحثية، كذلك إصرار الأستاذ مشكورا على أن يمنح وقتا أطول للنقاش والتفاعل مع الطلبة، وتركزت معظم الأسئلة والاستفسارات حول مسألة العراقيل التي قد تواجه البحث وإمكانية التركيب بين العلوم ومسألة الانفتاح وابستمولوجيا البحث واختيار موضوعه، وكتفاعل مع الأسئلة أكد المحاضر على ضرورة الانفتاح والتكامل بين الحقول المعرفية؛ وكمثال على ذلك عالمي الاقتصاد "آدم سميث ودافيد ريكاردو" باعتبارهما لم يكونا حبيسي الاقتصاد وفقط ، بل دائما ما كانوا ينفتحان على تخصصات أخرى كالفلسفة والعلوم الحقة، وأشار كذلك الأستاذ إلى ضرورة الأبستمولوجيا وعلوم المعرفة، وكانت الفرصة مدخلا ليميز بين تعليم الأمس واليوم الذي تفتقر فيه البرامج التعليمية للابستمولوجيا التي تخول للطالب فرصة الانفتاح على الحقول المعرفية ألأخرى .
ولم يغفل الدكتور نقطة أهمية العلوم الاجتماعية التي تمكننا من بناء الجانب الشخصي للأفراد، وعائق عدم التنسيق بين الدولة والمؤسسات التعليمية والطالب، حيث لا يستفاد من البحوث الجامعية. وحث الدكتور الطلبة على القيام ببحوث لها قيمة في المجتمع وترتبط برهاناته، ولما لا تطوير مشاريع خاصة وتجنب الفكرة النمطية التي تصب في الاتكالية والاعتماد على مؤسسات وفاعلين آخرين في التشغيل. بالمقابل بلورة مشاريع وأفكار خاصة بالأفراد اعتمادا على كفاءاتهم وتكوينهم العلمي، ليشير في الأخير إلى أن ما يحدد نوعية البحث بين الكيفي والكمي هو الرهانات والأهداف المتوخاة من البحث .
حرر بتطوان 11/06/2020